بقــــلم
كمال حافظ
الأسبوع 30 من أغسطس 1999م
كتبت ابنة الخالة سهير صديق عن حكم صدر من محكمة القضاء الإدارى بإقامة تمثال لوالدها البطل يوسف صديق بالمتحف الحربى وبناء على دعوة أقامها الصديق اللواء حسين صديق نيابة عن الأسرة، ثم طعن قدمته هيئة قضايا الدولة تطلب بصفة وقتية وقف تنفيذ الحكم وفى الموضوع بإلغائه وإلزام مقيمى الدعوى بالمصروفات.
وسردت السيدة سهير الأسباب الغريبة لهذا الطعن ومن بينها:
* إن يوسف صديق لم يكن ضمن تشكيل الضباط الأحرار وبالتالى فليس من ضمن مجلس قيادة الثورة.
* إن من حق الدولة حرمانه بقرار من أعمال السيادة من عضوية المجلس.
* إن جهة الإدارة لم تصدر أى قرار بدعم إقامة التمثال المذكور من ثم تصبح الدعوة غير مقبولة أصلاً.
لم أجد من جانبى سبباً منطقياً يمنع إقامة تمثال لبطل اللية المشهودة، وأعلم جيداً من اجتماعات مصورة لمجلس الثورة بمنزل يوسف صديق وعن صور لاجتماعات أخرى للمجلس شملت فيما شملت صورة يوسف صديق وأعلم أن كل من سئل عن هذه الليلة المشهودة قال إن تدخل يوسف صديق السريع والسابق بموعد التحرك كان أحد الأسباب الرئيسية لنجاح الثورة ولو لم يتحرك الرجل بقوته الصغيرة لتحاصر القيادة العامة لتمكن القادة الملكيون من إهدار جهد عظيم خلص البلد من نظام يترنح كلف مصر فوق ما تطيق.
وعلمى الشخصى أن علاقة يوسف صديق بجمال عبد الناصر قد تجاوزت مرحلة الصداقة إلى زمالة السلاح وشراكة الثورة وأن يوسف صديق كان يستطيع مقابلة عبد الناصر فى الوقت الذى يريد وكان الزعيم يستجيب لكل طلباته إحساساً منه بأن يوسف صديق لم يأخذ كامل حقه باعتباره بطل هذه الليلة العظيمة وحين وقع على شخصياً ظلم فى عملى لم يرفعه عنى إلا تدخل يوسف صديق باعتباره عضواً فى مجلس الثورة.
هذه حقائق لا يمكن إهمالها بحال وقت الحديث عن يوسف صديق الذى أذكر له دروسه فى الثورة قبل قيامها والتحريض لالمستمر لإنقاذ وطنه مما ألم به.
وإذا كانت الاستقالة المبكرة ليوسف صديق هى المصدر الرئيسى لهذا الطعن فإنه يتناسى شهادات متتالية عن دور يوسف ليلة الثورة وعن تأثير هذا الدور على نجاحها.
وإنى إذ أرجو أن يصدر قرار بإقامة التمثال وهو سياسى بالدرجة الأولى أعلم أنى أحاول أن أسترد حقاً لأستاذى الكبير وهذا حقه علىّ وعلى أسرته وعلى وطنه فليس من شيمة مصر أن تتنكر لرجال وضعوا رؤوسهم على أكفهم لإنقاذها من شر أحاط بها.
يرحمك الله يا يوسف ويكافئك بقدر ما بذلت وأعطيت ومكانتك فى صدور عارفى فضلك لا تقاربها مكانه.. هل يصدر القرار؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.