فصبراً جميلاً

بالإشارة إلى ما جاء ببريد الأهرام بشأن ما كتبته السيدة/ سهير يوسف صديق عن حكم محكمة القضاء الإدارة الذى يقضى بإقامة تمثال لوالدها العقيد يوسف صديق أسوة بزملائه من أعضاء مجلس قيادة الثورة ثم قيام هيئة قضايا الدولة بالطعن فى الحكم المشار إليه أود أن اوضح الآتى:
1- أنضم العقيد يوسف منصور صديق إلى التشكيل السرى للضباط الأحرار "الذى أسسه الرئيس جمال عبد الناصر" فى بداية 1951 عن طريق زميله الضابط وحيد جودة رمضان "كتاب ثوار يوليو - طبعة دار الهلال العدد 319 عام 1973 صفحة 118".
2- ورد اسم العقيد يوسف صديق فى "مذكرات البغدادى" أنه قام باقتحام رئاسة الأركان وتحفظ على القيادات التى كانت بها - وكان عضواً بمجلس قيادة الثورة "ج1 ص35 - 52".
3- عند إعادة تشكيل مجلس قيادة الثورة - تقرر ضم خمسة أعضاء جدد هم السادة: محمد نجيب، يوسف صديق، عبد المنعم أمين، زكريا محيى الدين، حسين الشافعى (كتاب "والآن أتكلم" الطبعة الأولى 1992 صفحة 176).
4- قال عنه ثوار يوليو فى الأيام الأولى أنه "الأسطورة" لجسارته وجرأته وأقدامه، وان نجاح ثورة يوليو مدين بخطأ تاريخى صغير ارتكبه البطل يوسف صديق، فقد قادته العناية الإلهية للتحرك قبل الموعد المحدد بساعة واحدة متجهاً إلى منطقة كوبرى القبة - لمعاونة الكتيبة 13 مشاة - فى احتلال مبنى رئاسة أركان الجيش، وقد أدى هذا التحرك المبكر إلى القبض على بعض كبار قواد الجيش الموالين للملك الذين قابلهم بالطريق العام حيث كانوا متجهين إلى معسكراتهم لإجهاض الحركة قبل بدايتها، كما قام باقتحام مبنى رئاسة الأركان "بدلاً من الكتيبة 13 مشاة التى لم تكن قد وصلت بعد" وقبض على رئيس الأركان اللواء حسين فريد ولولا ذلك لفشلت الحركة وتعرض أفرادها لعقوبات السجن المؤبد أو الإعدام.
5- يقول عنه الأستاذ خالد محيى الدين: أنه رجل شجاع أكتسب بشجاعته واستقامتة احترام الجميع وهو صاحب الدور البارز ليلة الثورة - يمتلك روح فاروس من فرسان العصور الوسطى- ولعل روح الفارس هذه هى التى دفعته إلى التصادم المبكر مع مجلس الثورة فكان يطرح أفكاراً حادة وحاسمة وقاطعة كالسيف لا يقبل أى مساومة حولها مما آثار أعضاء المجلس ضده وبعد تركه المجلس رفض بإبائه وفروسيته المعهودة قبول أى منصب عرض عليه لذا أقول للابنة البارة- صبراً جميلاً فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً وأن كنوز العالم كله وتماثيله لا تساوى شيئاً أمام ما قدمه الوالد البطل لوطنه.
ولنذكر فى هذا الصدد ما كان يردده الرئيس محمد نجيب "أيوب ثورة يوليو" الذى قدم رأسه ليلة الثورة فداء لمصر حيث يقول: الذين قاموا بالثورة طحنتهم ومن نافقوهم رفعتهم والله الأمر من قبل ومن بعد.
رفعت يونان 
13 سبتمبر 1999

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.