السيد العميد محمد عبد الرحمن منتصر
مدير ادراة المتاحف العسكرية
تحية طيبة وبعد,
إيماء
الى محادثتكم الهاتفية معى يوم 1995/8/28 بشأن تظلم أسرة المرحوم العقيد
أ.ح يوسف منصور صديق بسبب عدم وجود تمثال له فى جناح الثورة بالمتحف الحربى
أسوة بباقى أعضاء مجلس قيادة الثورة والمطالبة بوضع تمثال له فى جناح
الثورة أرجو أن أوضح لسيادتكم الحقائق التالية:
أولا:
كانت الهيئة التأسيسية لتنظيم الضباط الأحرار بالقوات المسلحة قبل الثورة
تتكون من 9 ضباط هم: مقدم أ.ح جمال عبد الناصر - مقدم طيار جمال سالم -
مقدم طيار عبد اللطيف البغدادى - مقدم أنور السادات رائدا - أ.ح عبد الحكيم
عامر - رائد أ.ح صلاح سالم - رائد أ.ح كمال الدين حسين - رائد طيار حسن
ابراهيم - رائد خالد محيىى الدين.
وفى
مساء يوم 27 يوليو 1952 أخطر عبد الناصر زملاءه بأن دور الهيئة التأسيسية
للضباط الأحرار قد انتهى وتبعا لذلك فأن أسمها سيصبح منذ ذلك الحين مجلس
قيادة الثورة.
ونظراً
لأن ثورة الجيش قد اقترنت منذ فجر 23 يوليو بأسم اللواء أ.ح محمد نجيب
وصدر البيان الأول للثورة باسمه لذا كان أمرا محتما أن ينضم محمد نجيب الى
مجلس قيادة الثورة بل ويصبح رئيسا له باجماع أعضائه التسعة.
ثانيا:
فى 15 أغسطس 1952 انضم الى عضوية مجلس قيادة الثورة بصفة رسمية 4 ضباط
بناء على اقتراح عبد الناصر نظرا للأدوار المهمة التى قاموا بها ليلة 23
يوليو 52 وكان هؤلاء الأربعة هم:
المقدم
أ.ح يوسف صديق من سلاح المشاة والمقدم عبد المنعم أمين من سلاح المدفعية
والمقدم أ.ح زكريا محيى الدين من سلاح المشاة والمقدم حسين الشافعى من سلاح
الفرسان وبذالك أصبح عدد أعضاء مجلس الثورة 14 ضابطا.
ثالثا:
منذ انضمام يوسف منصور صديق لمجلس الثورة فى 15 أغسطس 52 شعر بنوع من
الجفاء وسوء المعاملة من زملائه من أعضاء المجلس نظرا لآرائه الصريحة
ومناقشاته الجريئة التى كان يبديها فى أثناء عقد الجلسات فضلا عن اتجاهه
اليسارى الذى لم يكن ينكره، وفى ليلة 15 / 16 يناير 1953 أصدر مجلس الثورة
أمرا بأعتقال 35 ضابطا كان على رأسهم العقيد أ.ح محمد رشاد مهنا الوصى
السابق على العرش الذى أعفى من منصبه يوم 14 أكتوبر 1952 وحددت أقامته فى
بيته وكان معظم المقبوض عليهم من الضباط الأحرار من سلاح المدفعية الذين
خرجوا ليلة 23 يوليو وأسهموا بقدر كبير فى نجاح الثورة وقد تم وضعهم فى سجن
الأجانب وبدأت محاكمتهم فيما عرف باسم "قضية المدفعية" ونتيجة لاعتقال هذا
العدد الكبير من الضباط الأحرار ووضعهم داخل السجن برتبهم العسكرية مما
كان يعد سابقة لم تحدث فى الجيش من قبل لذا بادر يوسف منصور صديق بتقديم
استقالته وأصر عليها معلنا "أن ضميره لا يسمح له بالبقاء فى مجلس يصدر
قرارات باعتقال زملاء يعدهم شرفاء ولا يستحقون مثل هذه المعاملة".
وبذا
تكون المدة التى أمضاها العقيد أ.ح يوسف صديق (تمت ترقيته الى رتبة العقيد
بعد شهور من الثورة) عضوا بمجلس قيادة الثورة ما يزيد قليلا عن خمسة شهور.
رابعا:
منذ انضمام عبد المنعم أمين الى مجلس قيادة الثورة مارس العديد من الأنشطة
المتعلقة بتأمين الثورة واستقرارها فقد تم تعيينه رئيسا للمجلس العسكرى
الذى تولى محاكمة المتهمين من عمال شركة مصر للغزل والنسيج الرفيع بكفر
الدوار أثر حوادث الشغب والمصادمات مع الشرطة التى جرت يومى 12 و 13 أغسطس
52 وقد انتهت المحاكمات بإصدار المجلس العسكرى الحكم بالاعدام على اثنين من
المتهمين هما العاملان مصطفى خميس ومحمد حسن البقرى كما أصدر أحكاما
بالسجن بالأشغال الشاقة على باقى المتهمين وعددهم 11 عاملا.
ومن
ذلك أسهم عبد المنعم أمين فى الجهود التى بذلت لايجاد صلات تعارف وتفاهم
وثيقة بين مجلس قيادة الثورة والسفير الأمريكى وقتئذ "جيفرسون كافرى" وكبار
أعضاء السفارة الأمريكية بمصر والتى كانت تستهدف تقوية الصلات والروابط
بين مصر والولايات المتحدة أملا فى حمل الولايات المتحدة على معاونه مصر فى
قضية جلاء القوات البريطانية عن منطقة قناة السويس والضغط على الحكومة
البريطانية لتحقيق جلاء قواتها عن مصر.
وقد
لعب عبد المنعم أمين دورا كبيرا فى هذه الجهود عن طريق المآدب التى كان
يقيمها فى بيته المطل على النيل فى الجيزة والتى كان يحضرها السفير
الأمريكى وكبار موظفى سفارته وأعضاء مجلس قيادة الثورة وعن طريق زياراته
للسفير الأمريكى ولمستشار السفارة مما كان يعد حلتة اتصال بين مجلس قيادة
الثورة والسفارة الأمريكية.
ونتيجة
للنشاط الاجتماعى الذى كان يقوم به عبد المنعم أمين تعرض لحملة من
الشائعات التى أطلقها ضده بعض ضباط المدفعية فضلا عن انتقادات حادة وجهها
ضده بعض أعضاء مجلس الثورة وخاصة صلاح سالم وزكريا محيى الدين وقد علل عبد
المنعم أمين هذه الحملات ضده بأنها من تدبير عبد الناصر للتخلص منه بسبب
شعبيته فى سلاح المدفعية.
وفى
النصف الأخير من يناير 52 وبعد اعتقال ضباط المدفعية قدم عبد المنعم أمين
(الذى رقى الى رتبة العقيد بعد شهور من الثورة) استقالته من المجلس وعين فى
أوائل عام 1954 سفير لمصر فى هولندا وعاد الى القاهرة فى مايو 1956 حيث
تمت أحالته على التقاعد بناء على طلبه.
الخلاصـــــــة:
1-
قام كل من العقيدين يوسف منصور صديق وعبد المنعم أمين بدور رئيسى ليلة 23
يوليو 1952 كان له أثر كبير فى نجاح الثورة، فى الوقت الذى لم يكن لبعض
ضباط مجلس قيادة الثورة أى دور فى تلك الليلة مثل صلاح سالم الذى كان فى
رفح وجمال سالم الذى كان فى العريش.
2- أمضى كل منهما ما يزيد قليلا عن خمسة شهور كأعضاء فى مجلس قيادة الثورة واشتركا فى كل القرارات التى صدرت خلال هذه الفترة.
الــــــرأى:
تقتضى
العدالة ان يعامل كل من العقيدين يوسف منصور صديق وعبد المنعم أمين
المعاملة نفسها التى عومل بها كل أعضاء مجلس قيادة الثورة فيما يتعلق بعمل
تماثيل لهم ووضعها فى جناح الثورة بالمتحف الحربى وأرى أن من حقهما وضع
تمثالين لهما فى جناح الثورة أسوة بباقى زملائهما فى المجلس.
وتفضلوا بقبول وافر الاحترام
القاهرة
1995/8/30
لواء أ.ح متقاعد
جمال الدين حماد
المؤرخ العسكرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.