جاء فى حيثيات الحكم الذى صدر بناء على الدعوى التى أقامها ابنة اللواء حسين يوسف صديق أنه من الثابت من الأوراق أن والد المدعى كان أحد أعضاء مجلس قيادة الثورة ومن ثم يحق له أعمالا لمبدأ المساواة الذى كلفه الدستور إقامة تمثال له أسوة بزملائه.
من المرعوف أن يوسف صديق هو الذى اصطلع بالدور الرئيسى فى ليلة 23 يوليو 1952 أحتل رئاسة الجيش بكوبرى القبة وتمكن من القبض على قيادات فاروق المجتمعة هناك سيطر على الموقف وأنقذ الثورة التى كان قد انكشف أمرها للقصر الملكى.
لم يكتف يوسف صديق بهذا العمل البطولى بل أضاف إليه شقاً آخر لا يقل عنه نبلاً وتجرداً حينما أصر مع خالد محيى الدين ومحمد نجيب على الأستقالة التى قدمها إلى محمد نجيب فى 1953: "أنا ال أقل أن أهدمك على أيديهم لما بينى وبينك من حب صادق ولا أقبل أن أهدف مصر على يديك لما بينى وبينها من عهد قيم لذلك أقدم أستقالتى".
هذا ومن المؤسف أن يصل إغماط الحقوق والاستهانة بالصدق التاريخى إلى حد رفض تسجيل موقف يوسف صديق البارز ممثلاً فى إقامة تمثال له أسوة بزملائه وأن يستمر هذا طوال عهدى عبد الناصر والسادات بالرغم من زمالة يوسف صديق لهما.
أخيراً وفى هذا العهد أتيح للقضاء إعلان كلمته الساطعة، من هنا نقول ونحن على مشارف فترة رئاسية جديدة للرئيس حسنى مبارك أننا ننتظر الكثير بشأن استكمال مسيرة الديمقراطية لشعبنا صاحب التاريخ الدستورى العريق.
ثمة وجهان للديمقراطية أولهما السماح بالرأى الآخر واستقلال القضاء والوجه الثانى وهو لا يقل أهمية عن الآخر وهو الأخذ الفعلى بالرأى الصحيح من قبل أجهزة الدولة دون مماطلة أو عرقلة أو انتقاص وهنا لابد من وقفه فقد أتيحت حالياً للصحافة المصرية حرية غير مسبوقة "منذ الثورة" لكن حرية الكلام لا تكفى بل أن الرأى من غير فعل قد يزيد الشعور بالإحباط والظلم فى هذا الصدد قرأنا فى الصحافة الكثير من الانتقادات الموضوعية المهمة لممارسات مسئولين ووزراء فلم يتراجعوا عن ممارساتهم بل ولم يعبأوا بالرد المقنع على ما تسوقه الصحافة ومن البديهى أن عدم إصلاح الأخطاء يؤدى إلى شيوعها واستفحالها وإذا كانت تلك سلبية لا بد من التحذير منها فإن الخطر الأشد يأتى من سريان منطق اللامبالاة وعدم التنفيذ بالنسبة لبعض أحكام القضاء.. من الأمثلة الصارخة هنا تجاهل حكم القضاء بشأن بعض دوائر انتخابات مجلس الشعب.
أخيرا فمن حقنا أن نسعد بهذا الحكم لأنه أعاد للمصريين حقاً فى معرفة فصل من تاريخهم بعد ان تطهر من الزيف والجحود.
د. سهير إسكندر
جريدة الأهالى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.