يوسف صديق .. يا سادة!!

أخبار اليوم  
19 يونيه 1999
كل سبت  
الحكم العادل المنصف الذى أصدرته محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة فى بداية الشهر الحالى بإلزام المسئولين عن المتحف الحربى بالقلعة بوضع تمثال للعقيد الراحل يوسف صديق مع تماثيل أعضاء مجلس قيادة ثورة 23 يوليو 52 بأعتبار أنه كان عضواً فى المجلس ومن قادة هذا الحكم يؤكد حاجتنا الشديدة إلى الأسراع فى إعادة كتابة تاريخ مصر الحديث بالصدق والأمانة وخاصة تاريخ ثورة يوليو - وهى المهمة التى يضطلع بها حالياً الدكتور يونان لبيب  رزق والدكتور عبد العظيم رمضان والمؤرخ العسكرى القدير اللواء جمال حماد- لإمكان تعديل مناهج التاريخ المدرسى وطبعها قبل بداية العام القادم.. وأيضاً لكى تنشر مكتبة الأسرة التاريخ الصحيح فى إطار برنامج القراءة للجميع لتتوافر المعلومات التاريخية الدقيقة لكل الأجيال لأول مرة بعد سنين عديدة من التزييف وطمس الحقائق المتعلقه بثورة يوليو التى لم تعرف عنها إلا ما سمح عبد الناصر بنشره وتسجيله..!
ويوسف صديق يا سادة يا كرام يا من تقل أعماركم عن ال 55 سنة هو الضباط الثائر الذى تحرك بكتيبته ليلة الثورة قبل ساعة الصفر المتفق عليها بساعة كاملة نتيجة خطأ فى تبليغه فشاءت إرادة الله أن ينقذ الثورة من الإجهاض وقادتها من السجن والأعدام حيث أقتحم وأحتل مبنى رئاسة الجيش فى كوبرى القبة وقبض على رئيس الأركان وقادة الأسلحة الذين كانوا قد استدعوا للتو من منازلهم لتحريك باقى قوات الجيش - وهى الغالبية- لسحق ثورة الضباط الأحرار الصغار المجهولين - وهو قلة- بعد أن أتصل الطيار صالح محمود صالح بالقصر الملكى وأبلغ رئيس الديوان بأعتقادة أن ثورة فى الجيش ستندلع الليلة حيث أنه شاهد شقيقة الضابط الأصغر متوتراً وهو يلبس زيه العسكرى ويحمل سلاحه ويقبل والدته طالباً دعواتها ولا يرد على سؤاله: رايح فين؟!
ولولا هذا التبكير الخطأ لكانت ثورة يوليو فى خبر كان! كما أن يوسف صديق هو الذى أنقذ جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر من قبضة قواته عندما أسرتهما فى أحد شوارع مصر الجديدة بملابسهما المدنية بعد أن اشتبهت فيهما!! وما أن فتح مكتب رئيس الأركان لجمال عبد الناصر حتى أسرع عبد الحكيم عامر لأحضار اللواء محمد نجيب من منزله ليتولى قيادة الثورة طبقاً للأتفاق المسبق بين ضباط الثورة واللواء نجيب الذى كان يتمتع بحب وثقة كل ضباط القوات المسلحة حيث انتخبوه رئيساً لنادى الضباط واسقطوا منافسه الذى رشحه الملك!
رحم الله يوسف صديق الذى أنقذ الثورة ليلة قيامها.. ورحم نجيب الذى حقق تأييد وأنضمام الجيش والشهب بكل طوائفه للثورة.. وعلى فكرة: تمثال نجيب فى المتحف.. ولا نطلع على مجلس الدولة؟!
فتحى سالم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.